الكثبان الرملية على المريخ ليست جامدة وسطحه يتغير
صفحة 1 من اصل 1
الكثبان الرملية على المريخ ليست جامدة وسطحه يتغير
كان أكثر العلماء يؤمن بأن الكثبان الرملية الشاسعة فوق سطح المريخ هي أسطح متجمدة، وهي نظرية في سبيلها الى التراجع بعد اكتشافات أخرى تؤكد أنها المسطحات الأكثر نشاطا وفورانا فوق سطح الكوكب. الكثبان، التي تغطي مساحة توازي ثلاثة أضعاف بريطانيا في شريط حول الكوكب وفي حافة القطب الشمالي في المريخ ، تم التقاط صور لها بكاميرا ذات جودة عالية من معهد الفضاء الاميركي "ناسا"، وكشفت أن هذه الكثبان أبعد ما تكون عن الثبات المتصور عنها. بدلا من ذلك تتغير في تدريج وبحركات مفاجئة. الكاميرا من نوع HiRise تلتقط الصور في المنطقة نفسها من المريخ باستخدام متتبع خاص يقوم بتصوير المكان على مدى زمني يبلغ سنتين مريخيتين - أو أربعة بحسابات كوكب الأرض.
وعن طريق هذه الصور المتتابعة استطاع العلماء هدم النظرية القائلة بثبات الكثبان فوق المريخ وجمادها بعد عواصف الرياح الجليدية في عصور سابقة. بينما ادت الاكتشافات المنشورة حديثا في "ساينس جورنال" الصادرة عن جامعة أريزونا. وكما يقول الباحث كانديس هانسن المسؤول عن متابعة التصوير بكاميرا الهارايز "أن هذه التغير هو بمثابة ثورة في مفهومنا عن المريخ" وقد اكتشف الفريق إن التغيرات الموسمية الاحقة بارتفاع وانخفاض نسبة ثاني أكسيد الكاربون كانت عاملا مؤثرا في هذا التغير والفوران الذي يشهده سطح المريخ، حيث تتكون طبق موسمية من ثاني أكسيد الكاربون المتجمد وطبقات متجمدة في الشتاء، سرعان ما تتحول إلى غازات في الربيع. ويضيف "هذه الغازات تنزع صفة الثبات عن رمال المريخ كما هو متصور وتؤدي لظهور أخاديد وجرافات ومساحات رملية متغيرة الشكل على سطح المريخ. ووصف هذه التغيرات قائلا "إن ما يجرى من تعري للسطح في المريخ في عام واحد هو أمر مدهش للغاية ويشكل نظرة جديدة تماما لمفهومنا عن هذا الكوكب. "
أنماط المناخ الموجودة على المريخ، لا تعطي فكرة شاملة عن سرعة الرياح المناسبة لهذا التغيّر في السطوح الرملية. والمعلومات المتوافرة من الأجهزة التي هبطت على سطح المريخ مثل فوينكس تؤكد أن حدوث الرياح وفق مفهومنا الحالي أمر نادر الحدوث ويضيف هانسن "لعل الجو القطبي يبدو أكثر ملاءمة لتفسير سرعة حركة الرياح، لكن الشيء الذي يبدو مؤكدا الآن أن حركة التغير على سطح المريخ موجودة ومرتبطة بالحركة الشمسية بشكل أو بآخر."
هذه الكشوفات الحديثة تساعد العلماء على فهم أكبر لملامح المريخ وربما تغير من شكل علاقتنا به مستقبلا أو بحسب تعبير الباحث ألفرد ماكيوان "فهم التغيرات على المريخ سيشكل ثورة في فهم الكوكب وكذلك تعميق وتطوير دراساتنا له". ويضيف "إنه من المهم أن نفهم التأثيرات الجارية على هذه العمليات من التغير المصاحبة للكوكب وفصلها عن التغيرات السابقة ، بالإضافة لجاذبية هذا الشكل من التغير الذي يستحيل أن نراه على الأرض".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى