السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم،
منتديات فيزياء لكل الأجيال ترحب بكم عند تسجيلكم المرجوا منكم التوجه الى ايمايلكم لتفعيل حسابكم بالضغط على الرابط الموجود بالرسالة التي سيتم ارسالها اليكم من المنتدى إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم،
منتديات فيزياء لكل الأجيال ترحب بكم عند تسجيلكم المرجوا منكم التوجه الى ايمايلكم لتفعيل حسابكم بالضغط على الرابط الموجود بالرسالة التي سيتم ارسالها اليكم من المنتدى إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نظرة برمجية إلى الحمض النووي الوراثي DNA

اذهب الى الأسفل

نظرة برمجية إلى الحمض النووي الوراثي DNA Empty نظرة برمجية إلى الحمض النووي الوراثي DNA

مُساهمة من طرف ILYAS الأحد نوفمبر 14, 2010 12:33 pm

منقول عن نجم الخيال
أروع نظام تشغيل في الكون، وهو الحمض النووي الوراثي DNA، الذي كتبه الخالق عز وجل بأبدع لغة برمجة في الوجود: الشفرة الوراثية.
لا أحب أن ننهي هذه الرحلة قبل أن نأخذ فكرة عن هذا الإبداع الإلهي، الذي هو أساس كل إبداع، وأصل كل اختراع.

الإنسان يطوّر، لكن لا يخلق:
يقول عز وجل في سورة البقرة:
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {31} قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ {32} قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ {33})
هذه إذن هي نقطة البداية الحقيقية.. لقد علم الله سبحانه آدم الأسماء كلها، فبدأت الإنسانية بطفرة في المعرفة.. بدفعة ما زلنا نسير في قصورها الذاتي إلى الآن.
لكن، هل يعني هذا أن الإنسان بدأ وهو يعرف كل شيء؟
ليس هذا ما نعنيه، فقد منح الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل والإرادة، والقدرة على التعلم والاستكشاف، ومن ثَم التطوير.. ولم يكن هذا ممكنا لو لم يزود الله سبحانه وتعالى الإنسان باللغة والقدرة على التواصل.. يقول سبحانه في سورة الرحمن:
(الرَّحْمَنُ {1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ {2} خَلَقَ الْإِنسَانَ {3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ {4})
ومما يدل على أن الإنسان لم يولد ومعه المعرفة كاملة، قصة قابيل وهابيل ابني آدم عليه السلام، حينما قتل قابيل هابيل ولم يكن يعلم شيئا عن دفن الجثث.. يقول سبحانه في سورة المائدة:
(فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ {31}‏).
فالإنسان لم يولد بالعلم الكامل، لكن الله سبحانه منحه القدرة على التعلم من الطبيعة والمخلوقات من حوله.
هذا يوصلنا إلى حقيقة مذهلة، هي أنّ معظم التقنيات والاختراعات والفنون التي أبدعها البشر كانت مكتوبة أساسا على جينات الكائنات الحية!
هناك زهرة وفراشة وريشة صنعت فن الرسم.. ألوانها وتصميماتها الهندسية مكتوبة على جينات النباتات والحشرات والطيور بقدرة الخالق عز وجل.
هناك طائر زقزق فعلم الإنسان الغناء والعزف، وطائر طار بجناحيه فألهم الإنسان بحلم الطيران، وجعله يقلد ديناميكية طيرانه ومقاييسه الهندسية عندما صمم طائراته.
هناك طائر يخيط عشه علم الإنسان الحياكة.. وطائر يبني عشه بالطين علمه بناء المساكن.. ونملة علمته النظام والتدبير والتخزين، و.... و....
لكن الأمر لا يتوقف عند مجرد الملاحظة والتعلم والتقليد فالابتكار.. الأروع من هذا، أن معظم المواد التي نستخدمها في الصناعة جاءت من النباتات والحيوانات أساسا، (مثل الصوف والقطن والحرير والصمغ والأصباغ والأدوية وجميع المواد الكربوهيراتية والدهون النباتية والبروتين والخشب وعلف الماشية.. إلخ).. بل إن الفحم والبترول اللذين صنعا ثورة الآلة أصلهما النباتات والحيوانات، ولم يكونا ليوجدا لو لم يعمل اليخضور (الكلوروفيل) في أوراق النبانات على تحويل ضوء الشمس إلى طاقة كيميائية مختزنة في الروابط الكيمائية للنشويات والبروتينات، التي يتغذى عليها الحيوان، ومن تحلل أجساد النباتات والحيوانات تحت ضغط باطن الأرض ودرجة حرارتها نشأ الفحم والبترول.
أما عن الكيمياء الحيوية التي تحدث في أجساد هذه النباتات والحيوانية، وما تفرزه من سوائل ومواد مختلفة الطعوم والأشكال والألوان والأغراض، فهذا مجال يطول فيه الحديث!.. وكمثال بسيط: لقد تعلم الإنسان من إنزيم الليبيز الموجود بالمعدة كيف يصنع مساحيق الغسيل الحديثة التي تزيل البقع الزيتية والدهنية!
لقد سطر الله سبحانه على جينات الكائنات الحية أفكارا مدهشة وتقنيات بديعة، فمن هذه الكائنات ما يصنع خزفا وخشبا وعسلا وسما و... و... و....، ومنها ما يستخدم حيل دفاع متطورة لحماية نفسه، ومنها ما يجيد الغَزَل والغناء، ومنها ما يتباهى بجماله وألوانه، ومنها ما يستخدم قوانين الطبيعة ليسبح في الماء أو الهواء أو يزحف على الأرض أو يحفر خلالها، ومنها ما يتكيف مع الحر والبرد والجفاف والجليد و.... و.....!
ما أريد أن أقوله هنا هو أنّ الإنسان لا يخلق شيئا من العدم ولا يبتكر شيئا من خياله المحض.. الإنسان مخلوق مُنح القدرة على الملاحظة والتحليل والاستنباط، ومن ثَمّ إعادة البناء.
ويمتاز الإنسان أيضا بالذاكرة، والقدرة على تناقل المعرفة وتخزينها وإعادة تعلمها.. هذا ما منح للعلم البشري طبيعة التراكم، والقدرة على البدء من حيث انتهى الآخرون، وعدم بدء الحضارة في كل جيل من مرحلة اختراع العجلة!
لهذا انتقل الإنسان عبر تاريخه من مرحلة اكتشاف النار بواسطة صاعقة
(مؤثر خارجي مفاجئ)، إلى مرحلة اختراع الآلات البخارية لأداء وظائف معينة، حيث كانت الآلة تصنع أولا وعند تجربتها لا تعمل لسبب أو لآخر، مما يضيع تكلفة إنشائها، ومن ثم بدأت الحسابات الرياضية تأخذ حيزا في العملية، حيث يتم تصميم الآلة أولا وحساب المعادلات التي تحكم عملها قبل إنتاجها، وهذا ما أوصلنا إلى المرحلة الحالية التي يسبق فيها التنظير التجريب، لدرجة أن صارت هناك معادلات نظرية لم يتم تطبيقها بعد لعجز التقنية!
وهناك عامل آخر أثر في مسيرة الفكر البشري، هو عامل الصراع، والحاجة التي هي أم الاختراع.. لقد قامت الدنيا على صراع الخير والشر، وهو ما كان حافزا ليطور كل فريق من الفريقين نفسه وأدواته، مما أدّى إلى تطور العلم والتقنية.. لقد أدت الحرب العالمية مثلا إلى قفزة هائلة في الطب والطيران والعديد من الاختراعات المفيدة كالأغذية المحفوظة على سبيل المثال.. هكذا يدفع الله الناس بعضهم ببعض، وإلا فسدت الدنيا وركدت.. ورب ضارة نافعة كما يقولون.
لكن ما يذهلك حقا هو قدرة بعض البشر على اختزال الحقائق بنظرة أحادية تستحق الشفقة، كأن يدعي بعضهم مثلا أن كل شيء نشأ بالصدفة بما في ذلك الإنسان نفسه وكل المخلوقات بل والكون بما فيه، وأن يدعي آخرون أن الصراع الطبقي هو أساس حركة التاريخ وأنه كاف لتفسير كل شيء، بما في ذلك الأديان التي يدّعون أنها جاءت لتكون أفيون الشعوب، وأن يدّعي غيرهم أن شهوات الإنسان وغرائزه هي المحرك لكل إبداعاته، وأن يدعي آخرون أن القرد تطور ليصبح إنسانا بينما كان يتسلى بأكل الموز على الأشجار!!.. إلى آخر كل هذه الأفكار المريضة الانتقائية، التي تأخذ ملاحظة سطحية ساذجة من ملاحظات الحياة وتحاول أن تعممها لتضلل السذج وقليلي المعرفة، بينما الحقيقة العلمية الواضحة تقول بجلاء إن هذا الكون محكم البناء ويسير على قوانين ثابتة، وإن هناك قوّة ملهِِمة، تركت مفاتيح الإبداع في الطبيعة حول الإنسان وأمام عينيه، مكتوبة بتقنية مبهرة على الأحماض النووية الوراثية للكائنات الحية وفي ظواهر الطبيعة، وإن كان الإنسان قد احتاج إلى قرون ليكتشفها تدريجيا ويتعلمها ويستفيد بها، وهو ما لم يكن يحدث أساسا لو لم يكن الإنسان مجهزا بالمخ والملكات الذهنية والغرائز والدوافع التي تجعله يتفاعل مع كل ما حوله ويستفيد به ويسخره ويتناقل خبراته عنه من جيل إلى جيل.
ما رأيك الآن لو أخذنا فكرة أوضح عن لغة البرمجة الإلهية المكتوبة على أشرطة DNA لنفهم عما نتكلم بالضبط؟
هيا بنا الان
لغة الكيمياء:
يتكوّن جسم الإنسان من 50 إلى 100 تريليون خلية حية، علما بأن التريليون يساوي مليون مليون.. كلّ خلية من هذه الخلايا هي كتلة هلامية مجهرية، لم يكن داروين يدري شيئا عن تركيبها في عصره بسبب تخلف المجاهر الضوئية، ورغم ذلك لم يتورع سيادته عن إطلاق خزعبلاته عن تطور القرود ليصبحوا بشرا لمجرد التشابه في بعض السمات!
فأي أسرار مذهلة هي التي لم يكن يدري عنها داروين شيئا، خبأتها الخلية في تركيبها المحكم؟
تحتوي كل خلية على نواة هي مركز التحكم بالخلية.. ولو اعتبرت الخلية جهاز حاسب دقيق الحجم، فإن النواة تعتبر المشغل الدقيق Microprocessor الذي يتحكم بعمل هذه الخلية.. ويوجد بداخل كلّ نواة عدد من الصبغيات (كرموموسومات) ـ عددها 46 صبغيا في الإنسان ـ يتكون كلّ منها من شريطين مجدولَين من المركبات الكيميائيّة.. هذا هو "الحمض النووي الوراثي" DNA.

ولكي تتخيل دقة وإبداع هذا الشريط، أخبرك بأنه لو تمّ فرد كلّ شرائط DNA الموجودة في كلّ خلية من خلايا إنسان واحد فقط وتوصيلها معا، لصارت كافية للتوصيل بين الأرض والشمس، علما بأن المسافة بينهما تساوي 149 مليون كيلومتر!
ويعتبر شريط DNA أفضل وسيط تخزين معروف حتى الآن، فالشريط الواحد ـ الذي لا يُرى بالعين المجردة ـ يحمل معلومات تملأ نصف مليون صفحة بحجم صفحات دليل الهاتف، وهو ما يكفي لصنع مكتبة تحتوي على أكثر من عشرة آلاف مجلد ضخم.. ولقد استغرق علماء عدة دول كبرى عِقد التسعينيات كله حتى استطاعوا تدوين هذه البيانات، في مشروع سُمّي "خريطة الجينوم البشري".
لكن مم تتكون هذه المعلومات؟
هذه المعلومات تتألّف من أربعة أنواع فقط من المركبات الكيمائية، هي:
أدنين (A) ـ سيتوزين (C) ـ ثايمين (T) ـ جوانين (G)
وتنشأ المعلومات من طريقة ترتيب هذه المركبات على شريط الحمض النووي لتعطي شفرات معينة تفهمها الخلية.
ولكي تتخيّل الأمر، دعني أذكرك بأنّ كلّ الكتب التي قرأتها في حياتك تتكوّن فقط من 28 حرفا من حروف اللغة العربية.. هذه الحروف تكوّن كلمات (حوالي 2.5 مليون كلمة عربية)، وتكوّن الكلمات جملا (لا حصر لها)، وتكوّن الجمل كتبا (لا حصر لها).
كما أنّ لغة الموسيقى تتكوّن من سبعة أحرف فقط (السلم الموسيقي: دو ـ ري ـ مي ـ فا ـ صو ـ لا ـ سي)، وهي كافية لإنتاج كلّ المقطوعات والألحان المختلفة التي لا تكاد تحصى.
لكن لماذا نذهب بعيدا؟.. ألم نتعرف معا على لغة الحاسب التي تتكوّن من حرفين فقط؟.. ألا يتعامل الحاسب بنظام العدّ الثنائي Binary، حيث تتمّ به كلّ الحسابات والعمليات المنطقية، وعليه تمّ بناء لغات البرمجة ونظم التشغيل والبرامج وطرق تخزين البيانات وعرضها.. إلخ؟
تفهم الآن أنّ عدد حروف اللغة لا يحدّ من إمكانياتها، وعلى هذا فإنّ 4 حروف كيميائيّة في لغة الشفرة الوراثيّة هي أكثر من كافية لعمل المعجزات!
ومن الحروف الأربعة للغة الشفرة الوراثية، يتمّ تكوين كلمات طول كلّ كلمة منها 3 حروف.. معنى هذا أنّ معجم هذه اللغة يتسع فقط لـ (4 أس 3) أي 64 كلمة.
إنّ 64 كلمة هو عدد كاف جدّا لتكوين جمل كثيرة، تختلف في أطوالها.. فلننظر مثلا لهذه الجملة:
GGU,GGC,GGA
هذه الجملة حيثما وجدت مكتوبة في خلية أيّ كائن حيّ، فإنها تؤدّي إلى بناء الحمض الأميني المسمّى الجليسين.
إذن فالجمل المكتوبة بلغتنا الكيميائيّة هي جمل الأحماض الأمينية.. ولو اعتبرنا كل كلمة في هذه اللغة أمرا Command، فيمكن اعتبار الحمض الأميني هو القيمة العائدة Return Value من الدوال Functions المكتوبة بهذه الأوامر!
فترى، ما هي البرامج التي يمكن كتابتها بدوال الأحماض الأمينية؟
هذه البرامج هي البروتينات التي تبني أجسام الكائنات الحيّة.
الجدير بالذكر أن كل البروتينات الموجودة بأجساد الكائنات الحيّة تستخدم 20 نوعا فقط من أنواع الأحماض الأمينية، حيث يختلف كلّ بروتين عن الآخر في نوع وعدد وترتيب الأحماض الأمينية الداخلة في تركيبه.. هذا يعني أننا نحتاج على الأقلّ إلى 20 دالة من دوال لغتنا الكيميائية، لبناء عشرين حمضا أمينيّا تدخل في تكوين حوالي 30 ألف برنامج مختلف يصنع البروتينات الموجودة في الجهاز المعقد المسمى جسم الإنسان!
لكن في الحقيقة، لا يقتصر الأمر على هذه الدوال العشرين، فقد اكتشف العلماء أنّ هناك بعض الدوال لا تبني أحماضا أمينية، بل تستخدم لإعطاء أوامر معيّنة للخلية الحية، مثل بدء إنتاج البروتين أو إيقاف إنتاجه.. إلخ.
دعنا نلخص الأمر هنا:
لدينا لغة برمجة تتكون من 4 حروف، تبني 64 أمرا مختلفا، تدخل في تركيب 20 دالة أساسية (الأحماض الأمينية)، يتم استخدامها ما بين 7 مليارات إلى 8 مليارات مرة، لتكوّن ما بين مليون إلى 2 مليون فئة Class مختلفة تسمى الجينات، وتستخدم هذه الفئات لكتابة 30 ألف برنامج متقدّم لصناعة 30 ألف بروتين، ومن هذه البرامج يتم بناء نظام كامل معقد هو جسم الإنسان.
(3)
تطبيقات برمجية ونظام تشغيل:
إنّ خليّة واحدة من خلايا جسم الإنسان أعقد من كلّ الأجهزة التي اخترعها الإنسان في تاريخه كلّه.. ويشرح أستاذ البيولوجيا (مايكل دانتون) في كتابه "التطور: نظرية في أزمة" هذا التعقيد بمثال:
"كي نفهم حقيقة الحياة على النحو الذي كشفه علم البيولوجيا الجزيئية، يجب علينا أن نكبّر الخلية ألف مليون مرة حتى يبلغ قطرها 20 كيلومتراً وتشبه منطاداً عملاقاً، بحيث تستطيع أن تغطي مدينة مثل لندن أو نيويورك.. ما سنراه -عندئذ- هو جسمٌ يتسمُ بالتعقيد والقدرة على التكيف بشكل غير مسبوق.. وسنرى على سطح الخلية ملايين الفتحات مثل الفتحات الجانبية لسفينة فضاء ضخمة، تنفتح وتنغلق لتسمح لمجرى متواصل من المواد أن ينساب دخولاً وخروجاً.. وإذا تسنى لنا دخول إحدى هذه الفتحات سنجد أنفسنا في عالم من التكنولوجيا المتميزة والتعقيد المحيّر.. تعقيد يتعدّى طاقتنا الإبداعية نفسها.. وهذه حقيقة مضادة لفرضية الصدفة ذاتها، وتتفوق بكل ما في الكلمة من معنى على أي شيء أنتجه عقل الإنسان".
إن المعلومات الوراثيّة المخزّنة على شريط DNA هي أبدع نظام تشغيل Operating System في العالم، وهو يفوق بمليارات المرات أحدث نظم التشغيل التي أنتجها الإنسان لتتحكم في أحدث الحواسيب حتى يومنا هذا كالويندوز واللينوكس وغيرها.. هذا لأن هذا النظام لا يتحكم في حاسب واحد، بل في عدة منظومات هي أجهزة الجسم، التي تحتوي في مجموعها على 50 مليون مليون حاسب دقيق (خلايا الجسم)، موصلة معا بشبكة عصبية يشغّلها حوالي 86 مليار حاسب فائق هي خلايا الأعصاب، ويتحكم فيها خادم Server مركزي عملاق اسمه المخ، الذي يتكون وحده من حوالي 14 مليار حاسب فائق السرعة (الخلايا العصبية).. ويحتوي نظام التشغيل الإلهي DNA على كل البرامج اللازمة لتشغيل كل هذه المكونات المادية Hardware، بالإضافة إلى كل البيانات الأساسية والبرامج الوظيفية التي تعطي لكل نوع من الكائنات الحيّة سلوكه الخاص وسماته المميّزة وغرائزه الأساسية التي تدفعه إلى المحافظة على حياته.
وبجوار كلّ هذه الإمكانيات المذهلة لنظام التشغيل الإلهي، يتفرد هذا النظام بخاصية لا يوجد مثيل لها في أي نظام تشغيل كتبه البشر: فهذا النظام لا يتحكم فقط في سلوك الكائن الحيّ ووظائف أعضائه وأجهزته، بل إنه يبني جسد الكائن الحي نفسه منذ البداية من مكونات الأرض العادية!.. أيّ أنّ هذا النظام قادر على صناعة المكونات المادية Hardware ثم كتابة التطبيقات البرمجية Software التي تعمل على هذه المكونات المادية وتستفيد بقدراتها!
والآن، تخيّل أنّ كلّ هذا الإبداع المذهل مخزّن بالشفرة الكيميائية على شرائط DNA في نواة خلية واحدة فقط من خلايا جسمك، وأن هناك نسخة مكررة من هذا الكود موجودة في كل خلية من خلاياك!.. نصف مليون صفحة من الكود مخزّنة في نواة خلية واحدة فقط، ومكررة في 50 مليون مليون خلية تكوّن جسمك!
المذهل أن وزن المادة الوراثية في الخلية الواحدة ـ مهما كانت وظيفتها ـ لا يزيد عن 5 بيكو جرام، أي خمسة أجزاء من تريليون جزء من الجرام.. وهذا يعني أن مجموع أوزان النسخ المكررة للمادة الوراثية في جميع خلايا جسمك هو: 250 جراما فحسب من مجموع وزنك!.. فسبحان الله!
الطريف في الأمر، أننا لو أخذنا نسخة من المادة الوراثية من كلّ فرد من سكان الأرض (6 مليار نسمة)، لكان مجموع أوزانها 0.03 من الجرام!.. فهل يتعجّب أحد من قدرة الله سبحانه على إعادة بعث جميع البشر بكامل خصائصهم يوم القيامة؟
يتبع>>>
(4)
الدقّة حيث لا مجال للعبث:
الخلية الحيّة هي مصنع البروتينات الوحيد على سطح الأرض، حيث لم يستطيع العلماء حتى اليوم تصنيع أية مادة بروتينية في المعمل، وإن أراد العلماء الحصول على مادة بروتينية، فما عليهم سوى أن يطلبوا من الخلية أن تصنعها لهم باستخدام الهندسة الوراثية!
العجيب أنّ كلّ خلية في جسمك تتخصّص فقط في ترجمة جزء معيّن من هذه الشفرة الوراثية لتبني البروتينات اللازمة للعضو الذي توجد به.. هذا هو ما يجعل الكبد كبدا، والقلب قلبا والذراع ذراعا.. كلّ خلية تعرف ماذا تبني ومتى تبنيه.. الأسنان مثلا تنمو في عمر معيّن، وتتوقف عن النمو في عمر معين.. الشارب واللحية ينبتان للذكور في عمر معين.... وهكذا.
تصميم بديع ودقيق ولا مجال فيه لأيّ صدفة أو عشوائية.
تخيّل مثلا ماذا سيحدث لك، لو أنّ خلايا فمك قرّرت فجأة ترجمة الأحماض الهاضمة الموجودة في معدتك؟!
طبعا فمك غير مبطن بالأغشية الواقية التي تحميه ـ كما هو الحال في المعدة ـ وبالتالي سيبدو الأمر كأنك شربت مادة كاوية!
صدقت يا رب: "وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها".. إنّ كلّ خلية في أجسادنا تؤدّي وظيفتها على أكمل وجه هي نعمة في حدّ ذاتها تستوجب الشكر والثناء.
بل إنّ تخيّل كيفية التناسق بين هذه الخلايا يصيب المرء بالذهول.. هناك عمليات معمارية لم يفهم العلماء كنهها حتى الآن، تجعل للأنف شكلا فراغيا مميزا.. وللأذن.. وللجمجمة.. ولكلّ جزء في جسم الإنسان.
سبحان الذي أبدع كلّ هذا التصميم المذهل، الذي يستحيل أن تنتجه صدفة بأي شكل من الأشكال.. يقول سبحانه في سورة الذاريات:
(وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {21})


مصانع عالية التقنية:
تعال نفكر معا في الإعجاز الكامن في بذرة أحد النباتات.. البذرة هي مادّة ميتة لا حياة فيها، يمكن تخزينها لفترات طويلة.. لكن بمجرّد وضعها في التربة والماء، تدبّ الحياة فيها بإذن الله، لتبدأ في ترجمة الشفرات المكتوبة فيها لتنفيذ برنامجها المعقد.. ورويدا، تبدأ في أخذ الموادّ الخام (الماء والغذاء والهواء) لبناء مصنع جبار اسمه النبات.. هذا المصنع يُنتج منتجات رائعة (الزهور والثمار).. وبداخل منتجاته هذه توجد البذور، التي ستعيد إنتاج المصانع والمنتجات!
بجوار هذا، نكتشف أنّ مصانع النباتات ـ على عكس مصانع البشر ـ تحافظ على البيئة بإنتاج الأكسجين واستغلال ثاني أكسيد الكربون، وهي التي أنتجت جميع المواد الكربوهيراتية والدهون النباتية والبروتين والخشب وعلف الماشية وكل المنتجات النباتية التي استغلها الحيوان والإنسان والكائنات الحية الدقيقة.. بخلاف أنّ هذه المصانع هي أوّل وأهمّ مصانع تثبيت الطاقة الشمسية على الأرض، وبفضلها تكوّن البترول والفحم في الأرض.
تخيّل أنّ كلّ هذا المصنع التقنيّ كان في بذرة واحدة تحمل منها في قبضة يدك المئات، وأحيانا الآلاف؟!
بل وتخيّل هذه النتيجة المدهشة: بما أنّ حضارة الغرب الحديثة قامت على الآلات، التي تعمل بالفحم والبترول، والكهرباء (الموَلّد معظمها بحرق الفحم والبترول)، فإنّ معنى هذا أنّ حضارة الغرب وكلّ ما يتفاخرون به من التقنية، حرّكته الشفرة الوراثية الموجودة في بذور النباتات!!
فسبحان من أبدع هذا التصميم الخارق.. وعجبا لغطرسة الغرب، الذي اتخذ العلم ذريعة للإلحاد ونفي وجود الله، مع أنّ حضارته كلها صنعتها بذرة!.. حقا، فما أجهلَهم وما أغفلهم:
(يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ {7} أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ {8}) الروم.
نفس هذا الأمر ينطبق على كلّ مولود جديد، حيث يتمّ بناؤه من البداية من اتحاد المعلومات الموجودة في حيوان منوي وبويضة، ليحصل على نفس بنية وسمات نوعه، ويمتلك القدرة على التكاثر وإعادة إنتاج الحياة.. ومن هذه الشفرة الوراثية تمّ بناء المخّ البشري، الذي اكتشف كلّ هذه العلوم وأبدع كلّ هذه التقنية!
ولعلنا نلاحظ ربط القرآن الكريم في كثير من آياته بين المطر وإحياء الأرض بعد موتها، وبين البعث وإعادة خلق البشر.. انظر مثلا لقوله سبحانه:
(فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {50}‏) الروم.
فالمحيّر فعلا، أن تعجّب الكفار أن يبعثوا مرّة أخرى بعد الموت، ولم يتعجّبوا من معجزة خروج شجرة للحياة من وسط بعض الأتربة الجرداء!.. الآن نكتشف أنّ التقنية واحدة فعلا: بذرة الشجرة لا تختلف كثيرا عن نطفة الإنسان، وما أسهل أن يعيد الله خلق الإنسان من خلية واحدة تحوي معلوماته الوراثية، مثلما يخرج الشجرة من بذرة في أرض ميتة.
***
إننا نصل دائما إلى نفس النتيجة: هناك نظم تشغيل بديعة لا مثيل لها مكتوبة في صورة شفرات برمجية فائقة الدقّة والكفاءة، هي المسئولة عن كلّ هذه الكائنات والمنتجات والآلات والحاسبات والعلوم والآداب والفنون!
فأيّ صدفة هذه التي يمكن أن تُوجد مثل هذا التصميم الدقيق، الذي يكفي أقلّ خطأ فيه لقتل الكائن أو تشويهه؟
وأيّ صدفة هذه التي صنعت المبدعين والعباقرة والعلماء بل وصنعت ما اكتشفوه من علوم حيوية وكيميائية؟!


فبأيّ حديث بعده يؤمنون؟
لو علمت أنّ عدد أنواع الأحياء على سطح الأرض يقدّر بنحو 4.5 مليون نوع، يحتاج كلّ نوع منها مرجعا مستقلا للحديث عن سماته وسلوكه والصفات المتفرّدة التي يمتاز بها، وعلاقته بالبيئة وطرق تكيّفه معها... إلخ.. أفلن توافقني على أنه من رابع (وخامس وسادس ... ومليون ومليار وما لا نهاية) المستحيلات أنّ يكون للصدفة أيّ دخل بهذا؟!
إن هناك مصمّما مبدعا، استخدم الكيمياء الحيويّة في كتابة 4.5 مليون نظام تشغيل بالغة التعقيد والتميّز، يتحكم كلّ منها في بناء أحد أنواع الكائنات الحيّة ويمنحه صفاته السلوكية وخصائصه المميّزة.. سبحانه وتعالى عمّا يصفون.
دعني أقل لك إنّ علماء الأرض لو اجتمعوا جميعا في صعيد واحد، ليكتبوا من عندهم شفرة وراثية تحرّك بعوضة ـ ولن أقول لك تصنع البعوضة ـ لما استطاعوا!
وهكذا نكتشف أنّ المعضلة ليست فقط في أن تتراص بعض المواد الكيميائيّة معا لتكوّن بعض المركبات الداخلة في جسم الكائن.. المعضلة الأكبر، هي أنّ هذه المركبات يجب أن تترتب بنظام معقّد لتكوّن (البرامج) الوراثية للكائن، التي تكفل لكلّ خلية في جسم الكائن أداء عملها بدقة (تخيّل الروعة في نظام تشغيل يحوى برامج خاصة بكلّ نوع من خلايا الجسم)، وتكفل للكائن أن يعرف أعداءه ويتكيّف مع بيئته (معلومات تشغيل أساسية للنظام)، ويميل الذكر منه إلى الأنثى حتى يمكن أن يتكاثرا لإعادة إنتاج أجيال جديدة (حتى الحب والشهوات مكتوبة على شفراتنا الوراثية)!
يقول (جورج وليامز) ـ وهو أحد كبار المدافعين عن نظرية التطور ـ في مقال كتبه عام 1995:
"لقد فشل البيولوجيون من مؤيدي التطور في إدراك أنهم يعملون من خلال نطاقين يمكن القول إنهما غير متكافئين: أولها خاص بالمعلومات، والثاني خاص بالمادة.. ذلك أن الجين هو حزمة من المعلومات وليس (شيئاً ما).. هذا الوصف النادر يجعل من المادة والمعلومات نطاقين مختلفين للوجود، ينبغي مناقشة كل منهما على حِدَة"
يقول سبحانه في القرآن الكريم:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {53}) سورة فصّلت.
والآن دعني أسألك سؤالا:
ماذا سيكون رد فعلك لو زعم شخص ما يوما أن نظام الويندوز نشأ بالصدفة، نتيجة وجود برنامح عشوائي على حاسب بيل جيتس كان يلخبط الأرقام معا؟!!

يتبع بإذن الله>>>
(5)
وللرياضيات كلمة:
يقول العالم الرياضيّ والفلكيّ الإنجليزيّ المعروف (فريد هويل):
"إنّ ظهور خليّة حيّة للوجود عن طريق الصدفة، يشبه ظهور طائرة من طراز (بوينج 747) عن طريق الصدفة، نتيجة هبوب عاصفة على محلات لأدوات الخردة"!!
عموما، لمن يحبّون الرياضيات، دعنا نَنفِ لهم احتمال أن يكون كل هذا الإبداع وليد المصادفات.
دعنا نتجاهل الكلام عن نصف مليون صفحة من المعلومات الموجودة على شريط DNA، تتحكّم في بناء 30 ألف بروتين في جسم الإنسان، وهل من الممكن أن تترتب هكذا بالصدفة أم لا، فهذا أوضح من أن نتكلم عنه!
سنتكلّم هنا فقط عن احتمال تكوّن بروتين واحد بالصدفة.. بروتين واحد لا يكفي لصناعة خلية بمفرده، وليس له علاقة بالتعقيد البرمجي الموجود في أشرطة DNA، ولكنّه يظلّ معجزة في ذاته:
توجد ثلاثة شروط لتكوين بروتين مفيد:
الشرط الأول: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح.
الشرط الثاني: أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة عسراء.
الشرط الثالث: أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى "ترابط الببتايد".
ولكي يتم تكوين البروتين بمحض الصدفة، يجب أن تتواجد هذه الشروط الثلاثة الأساسية في وقت واحد.. إذن فالاحتمال تكوين بروتين بمحض الصدفة يساوي حاصل ضرب احتمال تحقّق كل واحد من هذه الشروط.
فعلى سبيل المثال، بالنسبة لجزيء بروتين متوسط الطول يحتوي على سلسلة من الأحماض الأمينية طولها 500:

(1) احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية موجودة بالتتابع الصحيح:
يوجد عشرون نوعاً من أنواع الأحماض الأمينية تُستخدَم في تركيب البروتينات، وبناء على ذلك فإن: احتمالية أن يتم اختيار كل حمض أميني بالشكل الصحيح ضمن العشرين نوعاً هذه = 1/20.
واحتمالية أن يتم اختيار كل الأحماض الخمسمئة بالشكل الصحيح = (ا/20) أس 500 = 1/(10 أس 650).
(2) احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية عسراء:
احتمالية أن يكون الحمض الأميني الواحد أعسر = 1/2
احتمالية أن تكون جميع الأحماض الأمينية عسراء في نفس الوقت = (1/2) أس 500 = 1/(10 أس 150).
(3) احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتايد:
تستطيع الأحماض الأمينية أن تتحد معاً بأنواع مختلفة من الترابطات الكيميائية.. ولكي يتكون بروتين مفيد، فلا بد أن تكون كل الأحماض الأمينية في السلسلة قد اتحدت بترابط كيميائي خاص يسمى "ترابط الببتايد".. ويتضح من حساب الاحتمالات أن احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط كيميائي آخر غير الترابط الببتيدي هي خمسون بالمئة.. وفيما يتعلق بذلك:
احتمالية اتحاد حمضين أمينيين بترابطات ببتايدية = 1/2.
احتمالية اتحاد جميع الأحماض الأمينية بترابطات ببتيدية = (1/2) أس 499 = 1/(10 أس 150).
(4) وهكذا تكون المحصلة النهائية للاحتمال:
= 1/(10 أس 650) × 1/(10 أس 150) × 1/(10 أس 150)
= 1/(10 أس 950).
لاحظ أنّ 10 أس 950 تعني الرقم مليار مضروبا في نفسه 105 مرة.. وهو رقم مذهل.. ولو استخدمنا مليارات المليارات من الحاسبات بسرعات مذهلة لمحاكاة هذه الاحتمالات، فلن يكفيها عمر الكون كله لإنتاج بروتين واحد بالصدفة!
لاحظ أن العلماء يقدرون عدد ذرات الكون بحوالي 10 أس 120 ذرة!.. أي أنها لا تكفي كلها معا لصنع الخليط الذي يتم فيه تجربة كل هذه الاحتمالات!
ولكي يمكنك تخيّل فداحة هذه الأرقام، سأخبرك أنّ جهاز الحاسب الذي يحوي مشغلا دقيقا يعمل بسرعة 3 جيجا هرتز (أيّ 3 مليار نبضة في الثانية) وذاكرة فورية Cash Memory سعتها 2 ميجا وذاكرة مؤقتة RAM سعتها جيجا، يحتاج إلى حوالي 126 مليون مليون سنة لمجرد العدّ من صفر إلى (10 أس 30).. ولو شئت أن تعرف كم يحتاج للعدّ إلى (10 أس 950) فضع على يمين الزمن (126 مليون مليون سنة) 920 صفرا أخرى!!!!!
لا تصدقني؟
جرب بنفسك هذا الكود في تطبيق اختبار، لتعرف كم يحتاج جهازك للعد من 1 إلى (10 أس 30):
كود:


Sub Main( )
Dim StartTime As Date = Now
For I As ULong = 1 To 10 ^ 10

Next
Dim T As Double
T = DateDiff(DateInterval.Second, StartTime, Now)
T *= 10 ^ 20 / 60 / 60 / 24 / 366
Console.WriteLine(T)
Console.ReadLine( )
End Sub

فكرة هذا الكود بسيطة، فهو يحسب الزمن اللازم للعد من 1 إلى 10 أس 10 (أي 10 مليار).. هذه العملية تحتاج على جهازي إلى حوالي 38 ثانية، وهي سرعة مدهشة فعلا.. لاحظ أنك لو حاولت أن تجعل الجملة التكرارية تعدّ حتى 10 أس 11 ( أي 100 مليار) بزيادة صفر واحد فقط، فستضطر إلى الانتظار 380 ثانية (حوالي 6 دقائق) إلى حين انتهاء تنفيذ البرنامج.. ولو أزدت صفرا إضافيا فستنتظر ساعة، ولو أزدت صفرا إضافيا فستنتظر 10 ساعات.. وهكذا.. لاحظ أن أقصى رقم تستطيع استخدامه هو 10 أس 19، لأن هذه هي سعة الأعداد الطويلة الموجبة ULong.
بعد أن حسبنا في الكود الوقت الذي استغرقه العد حتى 10 أس 10، نريد أن نعرف كم يستغرق العد حتى 10 أس 30.. بحسبة بسيطة ستجد أنك تحتاج إلى ضرب هذا الوقت × 10 أس 20.. هذا الوقت الناتج سيكون بالثواني، لهذا قسمناه على 60 لتحويله إلى دقائق، ثم على 60 لتحويله إلى ساعات، ثم على 24 لتحويله إلى أيام، ثم على 366 لتحويله إلى سنوات.
جرب البرنامج الآن وانتظر حتى يظهر على الشاشة عدد السنوات التي يحتاجها جهازك للعد حتى 10 أس 30 فقط!
عند تجربة هذا البرنامج على جهازي عرض لي الرقم التالي: 126,492,612,831,410، الذي يساوي تقريبا 126 تريليون سنة، أي 126 مليون مليون سنة!


ILYAS
ILYAS
مدير المنتدى
مدير المنتدى

الاوسمة : نظرة برمجية إلى الحمض النووي الوراثي DNA Medal_003
عدد المساهمات : 406
نقاط : 1190
تاريخ التسجيل : 22/10/2010
الموقع : https://physicsgeneration.superforum.fr

https://physicsgeneration.superforum.fr

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى